21‏/07‏/2010

غلاء المهور الى أين ؟


غلاء المهور إلى إين ؟؟

نشر هذا المقال في جريدة الرؤية العمانية بتاريخ 1 يوليو 2010





شبابنا يستغيثون فلا مغيث ،،، يترحمون فلا رحمة ولا شفقة ينادوا بجزء من حقهم فلا يجدوا إلا الصدى في غالبا الإحيان من ضمن ذلك معانات الشباب في غلاء المهمور
عندما يذهب الولد إلى أمه وهو يحمل لها خبر سعيد وهو الزواج من الفتاة الذي أختارها قلبه : فنقف قليل لنسمع ما يدور
الأم : تفضل حبيبي
الولد : أريد أن أتزوج ؟
الام : هاهاها ما أسعدها من للحظة ياولدي ، هل أبحث لك عن فتاة ؟
الولد : ممم لا يا إمي فلقد أختارتها !؟
الأم : هل اعرفها ؟
الولد : نعم
الأم : اذا سوف نذهب لخطبتها .
بعد فترة يإتي الرد بالموافقة على الخطوبة ، ويفرح ذلك الولد المسكين و الفرحه انسته بإن يفكر قليلاً هل يستطيع ان يدفع المهر وطلبات أهل العروس ، لتمر الايام ويذهبو للخطوبة بشكل رسمي ويسئلون أهل العروس عن طلباتهم التي تقصم ظهر الجمل قبل أن تقصم ظهر ذلك المسكين الذين يحاول أن يبحث عن سعادته ويكمل نصف دينه ليعش في سعادة فتتحول مع الزمن تلك السعادة الى وهم بسبب الديون التي تركها له أهل العروس الذي لم يفكرون ولو بلحظة عن مستقبل بنتهم وكان كل تفكيرهم في كيفية التفنن في قائمة الطلبات و المهر الذي يصل إلى خمسة ألالف ريال أو أقل بقليل و قد يصل إلى عشرة الالف في بعض المجتمعات ، فحتي اللحظة لا اعرف من المستفيد من هذه العادة الجاهلية التي تحول الحياة الزوجية في المستقبل الى جحيم بسبب تراكم الديون على الزوج .
فمن المستفيد ..هل المستفيد هو أهل العروس الذي يبحثون عن السمعه التي لا تسمن ولا تغني من جوع و أنهم لايريدون ان تكون أبنتهم أقل من فلانه أبنت الهمور الفلاني أو علانه جارتهم ! ؟ أم العروس نفسها تريد أن تضحي بسعادتها مع زوجها طول عمرها لتسعد فقط في لليلة واحدة .. كيف لها أن تسعد وهي تعرف جيدا بإن عرسيها سوف يغرق في بحر الديون وانا حياتها الزوجية قد لن تكون بشكل المطلوب بسبب الديون ؟ .
كإني ارى الاباء يعشون في كوكب أخر لا دخل لهم في كوكبنا ولا يعلمون عن مستوى معيشة شبابنا ونفورهم من الزوج للاسباب كثيره منها غلاء المهور وتكلفت البناء وغيرها من العوامل التي تجعل أغلب شبابنا يبتعدون عن فكرة الزوج ويتركون الفكرة للاقدار .
أيها الأباء يامن يهمكم أمر ابنائكم أما حان الآوان بإن تفكرو قليلا بمستقبلهم و أن تقضو على العادات المقيتة في مسألة غلاء المهور و التي تبعد الشباب عن الزواج أو تسبب تإخر الزواج ، و اذكركم في قول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في أحد خطباتها حيث قال : إياكم والمغالاة في مهور النساء فإنها لو كانت تقوى عند الله أو مكرمةً عند الناس لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاكم بها ما نكح رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من نسانه ولا أنكح واحدة من بناته بإكثر من اثنى عشر أوقية وهى أربعمائة درهم وثمانون درهماً و إن أحدهم ليغالى بمهر امرأته حتى يبقي عداوة في نفسه فيقول : لقد كفلتُ لكِ علق القربة .،، .
لنعود إلى الحوار...
الولد : أمي لقد هونت من الزوج .
الأم : و لماذا يا ولدي ؟
الولد : سوف أغرق في بحراً من الديون ولن أخرج منه ، فكيف اكون سعيداً وأسعد تلك المسكينة ؟
الأم : ولكن ..
الولد : أمي أتركي الموضوع حتى يفرجها الله متى ما شاء فإنا لا يمكن أن أظلم البنت معي وأعيشها في نكد بسبب مشاكلي المالية !
الأم : يا ولدي ماذا تقول هيا توكل على الله و لاتفكر في شئ لانك إذا فكرت في الجأنب المادي فسوف لن تتزوج !
الولد : هاهاها يإمي أنتي تعيشن زمان الماضي زمان كل شئ به رخيص ام زماننا يإمي فمجرد الخروج من المنزل فعلينا أن نفكر جيدا قبل أن نخرج و الا فسوف نعلن الأفلاس بعد يومين من أستلام الراتب .
الأم : ماذا أقول لك يا ولدي ؟
الولد : لا تقولي شيء يا غاليتي سوف أنتظر حتى يرجع الاباء الى كوكبنا و عقولهم ليسترو على بناتهم وابناهم أو تتحرك الحكومة وتساهم في حل القضية قبل أن يقع الفأس في الرأس – قد يكون وقع منذُ فترة - والا سوف تكثر العوانس –وهنا لا استثني الشاب أو الشابة - وتكثر الرذيلة في المجتمع ! .










دمتم بعقول تفكر بمنطق ! .