15‏/04‏/2011

الاختلاف في وجهات النظر ..

نقلتهُ وكتبتهُ لكم من كتاب سحـــــــابة صيـــف للكاتب كريم الشاذلي كاتب و باحث في مجال العلوم الإنسانية




إذا اجتمع من البشر اثنان فأكثر ، فالفرصة مواتية للاختلاف !.

وهذا أمر أملته علينا طبيعتنا البشرية ، نظرا لعدم تطابق أفكارنا وميولنا واتجاهاتنا البشرية ، والشد والجذب شيء – رغم تخوفنا منه – حادث كالتقاء السحب بعضها ببعض ।

هذا الالتقاء الذي ينجب مطرا ، ورعدا ، وبرقا ، له أسباب منها :

1) وجود عقلين مختلفين: المتأمل في حال البشر سيدرك بسهولة أن تواجد أي جمع بشري يجب أن تنشئ تواترا !،وسواء كان هذا الجمع يتكون من عقلين أو أكثر فإن الاختلاف لا شك حادث طال الزمن أم قصر ، فمداركنا و أفكارنا وتحليلاتنا للأمور لا يتوافق في العادة مع العقل الآخر 100% ، مما يدفعه إلى الاختلاف معك ، ومحاولة توجيهك نحو ما يراه هو الصائب والصحيح ، في الوقت الذي تحاول أنت في المقابل جذبه إلى ما تؤمن به وتراه ، من هنا تنشأ التوترات والمشكلات عامة ।

2) عدم تقديرنا لفوائد الاختلاف: المجتمع المتحضر يحاول اختلافاته إلى مادة للعمل والتحدي ، بينما الجاهل يجعل من الاختلاف مادة للحرب والشقاق والتشاحن । الشخص الواعي يرى في اختلافه مع الآخر فرصة للتفكير بشكل أوسع و أعمق ، بينما الشخص الجاهل لحقيقة الاختلاف يرى رفض الآخر لوجهة نظرة تعدي على شخصيته وكرامته ، وهذا مما يشعل نار الاختلاف .

3) عدم معرفتنا بكيفية إدارة الاختلاف: فمتى يكون الكلام ضروريا ، ومتى يصبح الصمت فضيلة يحتاج إلى شيء من الحكمة ، معظمنا نخلط الأوراق حال حدوث اختلاف مع شخص آخر ، وقليلون منا من تتصافح قلوبهم بود حتى ولو اختلفت آرائهم ووجهات نظرهم ।

4) لجوئنا إلى تجنب الخلاف بدلا من التعامل معه: ونتعامل بمنطق النعامة حينما تدس رأسها في الرمال ظانه أن هذا سيجعل كل شيء على ما يرام ، وأننا إذا ما أغمضنا عيوننا فسيمر المر مرور الكرام ।

5) الكبر والغرور: آفتان كفيلتان بإنشاء مشاكل لا تعد ولا تحصى ، فهما كالعصابة التي تمنع نور المنطق والبرهان من زيارة العقل ، ومعظم مشاكل البشرية أتت بها عقول أناس تمكن منهم الكبر والغرور .


وليست هذه هي جميع الأسباب التي تنشئ مشاكل بين بني البشر وإنما هي أهمها وأشدها تأثيرا من وجهة نظري و الناظر في المنهج الإسلامي ، وفي كلام الفلاسفة والحكماء ، سيجد هناك تأكيدا بالغا على أهمية أن نتعلم إدارة خلافنا ، كي لا يصبح اختلافنا مشكلة ।


وكيف أنهم أخبرونا أنه لا ينبغي أبدا أن يفسد اختلاف الآراء للود قصية .

هناك تعليق واحد:

فيصل التهامي يقول...

بارك الله فيك كلام يبرد القلب