13‏/05‏/2013

ياليتكَ كُنتَ حياً لترى الحُلم يتحقق!

ياليتكَ كُنتَ حياً لترى الحُلم يتحقق!







مدخل:







بتاريخ 23/10/2010 قد كتبتُ عموداً في هذه الصحيفة المميزة يحمل عنوان (انتبه تقاطع أمامك..!)، تناولت فيه بشكلٍ موجزٍ عن مشكله تقاطعات الموت في محافظة شمال الباطنة و خطورتها على مستخدمي الطريق، فلا يكاد يمر يوم الا وتقع حالة وفاة على أحد تلك التقاطعات وكأن هذه التقاطعات انشئت لتزهق الأرواح وليس لخدمة مستخدمي الطريق.



حكاية:



ومن ضمن تلك الفواجع التي وقعت في تلك التقاطعات هو مصرع والدي/ المتقاعد من وزارة النقل والإتصالات وقد خدم و زملائه منذ بداية عصر النهضه طرق عمان من مسندم إلى ظفار، هذا التقاطع الذي تسبب في إزهاق عشرات إذا لم نقل مئات الاشخاص من أهالي المنطقة وعابري الشارع منذ إنشائه في ثمانينيات القرن المنصرم، ولا يخفى عليك عزيزي القاريء بأن مطالبات الاهالي للجهات المختصه في الحكومه (وهنا أقصد وزارة النقل والإتصالات) منذ أكثر من عشر سنوات مستمرة ولكن دون فائده ترجى؛ كانت مجرد وعود وهمية، و في أواخر 2010 تقريبا تزايدت المطالبات من قبل الأهالي.



وبسبب تزايد نسبة الحوادث في التقاطع المشار إليه قام بعض شباب المنطقه في بدايات عام2011 بالوقوف في التقاطع معبرين عن احتجاجهم في تأخرايجاد الحلول المناسبه لوقف نزيف الدماء في هذا التقاطع بشكل شبه أسبوعي تحت مرئى الحكومه وقضي الأمر في يومه بوعد من قبل الحكومه بإيجاد حل في اقرب وقت ممكن لتقاطع مجز الصغرى، كما ذٌكِر لي كوني لم أكن موجودا في البلاد في ذلك التاريخ، مرت الأشهر دون أن نرى شيئا.



وفي صبيحة 5/9/2011 المشؤم كان المكتوب ينتظر و الدي على تقاطع الموت حيث أسفر الحادث عن مصرعه فورا وإصابة أحد الركاب في المركبه الأخرى.



وبعد مراسم الدفن قرر بعض الأهالي إغلاق التقاطع كردة فعل على ما جرى ويجري على هذه التقاطعات منذ عشرات السنوات دون تحرك يذكر من قبل الحكومة، وأسفرت تلك الوقفه بإيجاد حل فوري وسريع لذلك التقاطع (الجزار) وعمل نفق بدلا من التقاطع الذي ظل يحصد الأرواح، ولكن بعد ماذا؟



ولن اخوض حول مواصفات ذلك النفق الذي أطلق عليه البعض سور مجز العظيم بسبب ضخامته وعلو هيكله، ولكن ما يهمني ويهم البعض هو إيجاد الحل ووقف نزيف الدماء التي كانت تهدر على ذلك التقاطع المشئوم.



حقيقة وإنجاز:



بعد إغلاق التقاطع وعمل مخرج مؤقت حتى يكتمل النفق توقفت تلك المجازر وتراجعت نسبة الحوادث في المنطقه بشكل ملحوظ، فأين كانت الجهات المختصة طول تلك السنوات عن الأفكار المطروحه من قبل الأهالي؟ هل كانت تنتظر قرصه توقظها من مضجعها مثلا؟



ها هو مشروع النفق قد انجز بفضل من سعى في حل مشكله التقاطع، ونثمن أولا وقفة أهالي المنطقة بشبابها وشيابها ونبارك لهم انقشاع ذلك التقاطع عنهم والذي كان يؤرقهم بسبب ما يحصل من حوادث شنيعة عليه، كما نثمن تفاعل الوجوه الجديد في الحكومه ونخص بالذكر معالي الدكتور وزير النقل والإتصالات وطاقم وزارته وكلمة حق تقال في هذا الرجل فمنذ توليه حقيبة وزارة النقل والإتصالات بدأنا نشاهد المشاريع العملاقه في مجالات الطرق التي تنفذها والتي تقوم بها في كل شبر في هذا الوطن الغالي وقد ساعدت وستساعد كثيرا على التقليل من الحدواث بشكل عام في ارجاء السلطنه بسبب عدم كفاءة الطرق آنذاك من وجهة نظري.



وكذلك الشكر موصول إلى معالي الدكتور رئيس مجلس المناقصات والعاملين في المجلس على تسريع مناقصه النفق كون الموضوع إنسانيا أكثر من كونه تنمويا بعد التجاهل الغير مبرر من قبل الوزارة على مر السنوات الماضيه تحت مرئى ومسمع منها.



رحم الله أبي ورحم كل فرد ازهقت روحه في تقاطع مجـز الصغرى و التقاطعات بشكل عام، فياليتك يا أبتي كنت حيا للتشاهد ما كنت تنتظره!

  محمد سهيل عبدالله البادي جريدة الرؤية 13/5/2013
http://alroya.info/ar/citizen-gournalist/visions/57573------


ليست هناك تعليقات: